الحياة مع التأتأة: رحلة سلمان الشهراني مع مجتمع المتأتئ الذكي

نوفمبر 11,2024

التأتأة هي اضطراب في الكلام يتميز بتكرار أو إطالة الأصوات أو الكلمات أو التوقفات التي تعيق تدفق الكلام الطبيعي.

يشعر الأشخاص الذين يعانون منها بالاختلاف منذ الصغر، حيث يواجهون تحديات تتجاوز مجرد التحدث، لتصبح تحديات في التواصل والتفاعل مع العالم المحيط بهم.

في هذه المدونة، سنستعرض قصة سلمان الشهراني، الذي عاش مع التأتأة طوال حياته، وكيف تمكن من تحويلها إلى مصدر إلهام للآخرين من خلال رحلته الفريدة في السيطرة عليها.

تجربة سلمان مع التأتأة

التأتأة كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتي منذ الطفولة. كنت دائمًا أشعر بأنني مختلف، وأجد صعوبة في نطق بعض الحروف والكلمات. لم تكن مشكلتي مجرد صعوبة في التحدث، بل كان التحدي في قدرتي على التواصل مع الآخرين وفهمهم لي.

كلما حاولت التعبير عن نفسي، كانت التأتأة تقف في طريقي، خاصة في المواقف الصعبة أو عند نطق حروف معينة، التي بدت وكأنها حاجز يصعب تجاوزه.

كانت تجربتي مع التأتأة صعبة للغاية، حيث تعرضت للكثير من التنمر سواء في المدرسة أو خارجها.

هذا التنمر حدّ من علاقاتي الاجتماعية، وأبقاها محصورة على الأشخاص الذين يتفهمون وضعي ويقدرونه.

 

كيف تغيرت الأمور

في مرحلة ما من حياتي، أدركت أن علاقتي مع الله كانت هي المفتاح الأول للتغيير.

بعدها اكتشفت مجتمعًا للأشخاص الذين يعانون من التأتأة، وكان هذا المجتمع نقطة تحول في حياتي.

تعلمت معهم تقنيات وأساليب مكنتني من التحكم في التأتأة وتحسين تواصلي.

لم يكن هذا المجتمع مجرد مصدر للدعم، بل منصة للتعلم والتحفيز، حيث شعرت أخيرًا أنني لست وحدي في هذه الرحلة.

تعلمت الوقوف على المسرح والتحدث أمام الجمهور، بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل.

بدأت أشارك تجربتي مع الآخرين، وأقدم لهم الدعم الذي كنت أحتاجه يومًا ما، تحولت من شخص يكافح للتحدث، إلى شخص يساعد الآخرين في إدارة تأتأتهم.

التأثير على المجتمع

التحدث أمام جمهور يزيد عن ألف شخص كان تجربة مليئة بالمشاعر المتضاربة؛ الخوف، التوتر، والفخر.

في اللحظات التي سبقت صعودي إلى المنصة، كنت أشعر بتوتر كبير، لكن مع أول خطوة، تغير كل شيء.

كل تجربة مررت بها مع التأتأة بدت وكأنها كانت تحضّرني لهذه اللحظة شعرت بأنني رغم التوتر، قادر على التواصل بوضوح وثقة.

كانت التأتأة حاضرة، لكنها لم تعد مصدرًا للخوف، بل جزءًا من قصتي التي كنت أرويها للجمهور، مع كل جملة أنهيتها، زادت ثقتي بنفسي.

دعم الجمهور ساعدني كثيرًا في الاسترخاء والتحدث بحرية أكبر وفي النهاية، شعرت بفخر عميق لأنني تمكنت من التغلب على هذا التحدي، وأنني أوصلت رسالتي بفضل الله ثم دعم أهلي وأصدقائي.

الخاتمة

في ختام رحلة سلمان مع التأتأة، أستطيع القول إن ما كان يومًا تحديًا كبيرًا، أصبح الآن مصدر قوة وإلهام.

التأتأة لم تعد تعيقني عن تحقيق أهدافي أو التواصل مع الآخرين، بل أصبحت جزءًا من هويتي التي أعتز بها.

من خلال هذه التجربة، تعلمت أن التحديات التي نواجهها لا تحدد من نكون، بل الطريقة التي نتعامل بها معها هي ما يصنع الفرق.

اليوم أساعد الآخرين في رحلتهم مع التأتأة، وأشعر بالفخر بكل خطوة خطوتها نحو التغلب على هذا التحدي.

الحياة مليئة بالتحديات ولكن القدرة على مواجهتها وتحويلها إلى فرص للنمو هي ما يجعل الرحلة تستحق.

لمتابعتنا والتواصل معنا

@sscmiddleeast

ضمان استعادة الأموال

يمنحك ضماننا تجربة الانضمام إلينا بدون مخاطر, نحن على ثقة تامة من أنك ستحصل على نتائج ترضيك وإذا لم تحصل على النتائج الموعود فيها بعد انتهاء تجربتك الأولى معنا وهي ( العضوية الأساسية ) الخمسة أيام التدريبية الأولى يتعهد المجتمع بإعادة جميع المبالغ المدفوعة إليكم.

كامل الحقوق محفوظة لمجموعة سمارت ( المملكة العربية السعودية, الإمارات العربية المتحدة )